شوقى رجب :
فى 25 فبراير من عام 2009 كان من المفترض أن يتوجه مجدي حسين مع عدد من الشخصيات كوفد
شعبي إلى رئاسة الجمهورية للإعلان عن عدم شرعية رئيس الجمهورية المخلوع محمد حسني
مبارك وعزله من منصبه ... لكن فشلت المحاولة لوجود الأستاذ مجدي حسين في السجن بعد
رجوعه من غزة واعتقاله من معبر رفح ثم الحكم عليه بالسجن لمدة عامين بالإضافة الى
غرامة مالية يوم 11 فبراير 2009.. اما السياسيين الذين وافقوا على هذه المحاولة لم
يهتموا بتكملة الفكرة الا القليل ممن تواصلوا معى على الانترنت لكن عدم وجود
الأستاذ مجدي أحال دون ذلك بالاضافة الى انشغال كل قادة حزب العمل فى متابعة احداث
المحاكمة
أتذكر جيدا وقتها اتهم البعض استاذى مجدي حسين بالجنون فليس من المعقول ان نصل أبدا الى القصر
الجمهوري .. لكنى ودون أن اسأل فهمت ماذا يرد فالاحتمالات لم تكن كثيرة فى
تقديرى فقط ثلاث احتمالات لا رابع لهم ( إلا القتل )
- القبض علينا من بيوتنا
- الاعتقال من بداية المسيرة أو منعها من التحرك ( مع
علقه محترمه )
- الوصول للقصر ( احتمال بعيد )
فى النهاية كل الاحتمالات كانت ستؤدى الى نتيجة واحده حقيقية
وهى وجود حراك سياسي جديد وقوى وشخصيات يلتف حولها المصريين من جديد وهذا بالفعل
ما كنا نحتاج اليه فى هذا الوقت
على كل الأحوال كان رد فعل الكثير من السياسيين ( الذين لم
يستجيبوا للدعوة ) هو الاتهام بالجنون ( فهذه الدعوة تسبب لهم حرج كبير ) لكن بعد ثورة يناير أصبح الكل أبطال ( مش
مجانيين )
وأتذكر أيضا اننى بعد اعلان الدعوة
بفترة وتحديدا على احد شواطئ العريش ( كنا نخطط الوصول الى معبر رفح لعمل مظاهرة
تضامن لفك الحصار عن غزة ) سألت الأستاذ
مجدي : هل وضعت اسمي ضمن الشخصيات التى ستشارك فى المسيرة ؟ فكانت إجابته صادمة لى
عندما قال بالنص : بالطبع لأ ولن اضعه قبل ان ترسل لى اميل بهذا
فقلت انت تعلم اننى موافق ولا تحتاج او
احتاج الى ارسال هذا الاميل
فكانت اجابته عبارة عن درس جديد تلقيته
على يده عندما قال : إرسالك للاميل لا يعنى فقط الموافقة ولكنه يعنى انك اخذت خطوة
اولى على الطريق كلفتك بعض الوقت والعمل
لم يكن هذا الدرس هو الوحيد الذى
تعلمته من هذه القصة البسيطه لكننى تعلمت ايضا من استاذى ان لكل شئ ثمن وثمن
الحرية ليس اقل من القتل او السجن
وتعلمت ايضا ان الثورة فكرة مجنونة
ومرفوضه لدى الخائفين والخانعيين قبل قيامها ... يؤيدونها ويتغنون باسمها بعد انتصراها